Memuat...

الاثنين، أبريل 18، 2011

سالم مشكور كتب يقول .. غباء مزمن

الاعلامي سالم مشكور
بقلم سالم مشكور : تفتقت عبقرية ملك البحرين المطلق فاكتشف أن الاحتجاجات الشعبية في البحرين كانت مؤامرة خارجية تحاك من زمن بعيد وأنه استطاع ببراعته ودعم درع جزيرته أن يحبطها. هنا تضعنا عبقرية جلالته أمام نوع جديد من المؤامرات. مؤامرة يخرج فيها الناس الى ساحة مطالبين فيها بإنصافهم وإعطائهم حقوقهم التي تقرها كل الشرائع والمدونات والأعراف والديانات الوضعية والسماوية. يطالبون بها مع تأكيدهم على سلمية تحركهم. هذا السلوك في عرف الأنظمة المهترئة الصدئة يدعى "مؤامرة خارجية".

لأن "المواطن الصالح" في عرف هذه الأنظمة هو ذلك الذي يحرم من أبسط حقوقه وهو يرى بأم عينيه أجانب يؤتى بهم ليمنحوا الجنسية والسكن والامتيازات التي لا يحصل هو، صاحب الأرض ، حتى على جزء منها، بل يتعرض للتهميش والإقصاء وتكميم الأفواه ومع ذلك عليه أن يسبّح بحمد الملك صباح مساء ويشيد برعايته "الأبوية " ويدعو له بطول العمر.

بغير هذا يصبح المواطن متآمرا منفذا لأجندة أجنبية تستدعي استحضار قوات "شقيقة" بضوء أخضر وتصريحات مبررة ومؤيدة من دول "حليفة" من وراء المحيطات.
الصورة واضحة تماما للجميع. فهذا العنوان التخويفي وضع للتحرك المطلبي الشعبي لتبرير القمع الذي تم - وما زال - يجري لهؤلاء المسالمين. هو خوف على النظام الخليجي ككل والذي سيهتز إذا ما انهارت حلقته البحرينية.

هذا الأمر استدعى عودة الى استخدام الفزاعة الإيرانية لاستجلاب تأييد واشنطن التي تعيش صراع النفوذ مع طهران في المنطقة. هو السلاح القديم الجديد الذي يستخدم فيه ملايين المواطنين من دول المنطقة ضحية مصالح جهات إقليمية تريد الحفاظ على عروشها وأخرى من وراء المحيطات تحرص على استمرار تدفق النفط وترى أن لا أحد يضمن ذلك سوى هذه الأنظمة البالية.
أما آن للأميركيين أن يدركوا مخاطر استمرار أسلوب حكم هذه الأنظمة الحليفة علنا لهم. ألم يدركوا كما ساهم هذا في استثارة شعوب المنطقة ضدهم؟ الا يكفي ما حدث في تونس ومصر وليبيا وما سيحدث لاحقا، للتدليل على أن استمرار الكبت والإقصاء والتهميش لم يعد ممكنا، وان إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار هذه السياسات لا يجلب لواشنطن ومصالحها سوى مزيد من الضرر.منذ سنوات والإدارات الأميركية المتعاقبة تفكر بحلول لتحسين صورتها أمام شعوب المنطقة، يتساءلون عن سبب عداء الشعوب لهم لكنهم لا يريدون – كما يبدو – معرفة الأسباب الحقيقة. لجأوا الى إنشاء محطة تلفزيونية صريحة وأخرى ممولة منهم ظنـّا منهم ان الكلام وحده يغيّر الصورة.
هم يغفلون عن أن أحد أهم أسباب الموقف الشعبي السلبي من واشنطن هو دعمها لبطش الأنظمة لشعوبها، ووقوفها داعمة لسياسات الإقصاء والتهميش والتمييز بين أبناء البلد الواحد على أسس طائفية وإثنية. نفهم أن المصالح هي التي تحرك السياسات، لكن من الغباء الاعتقاد بأن أنظمة استبدادية تستطيع حماية هذه المصالح.
ربما تحفظها لفترة قد تطول، لكن الانفجار الشعبي هو الحصيلة الحتمية وعندها يجري التعامل مع واشنطن على أنها أساس البلاء. مصالح الغرب تقتضي استقرارا في بلدان المنطقة، وهذا ما لا تحققه أنظمة لا حدود لظلمها وبطشها .
لو خفّت درجة الغباء الأميركي لأدرك راسمو سياسة واشنطن وهمية "الفزاعة الإيرانية" التي تستخدمها هذه الأنظمة من أجل استحصال دعم واشنطن لمزيد من البطش لمواطنين مطالبين بحقوقهم الإنسانية. النتيجة الحتمية لهذا الغباء هو مزيد من السوء لصورة واشنطن في المنطقة وحنق متصاعد ضد سياساتها غير الصادقة في ادعاء دعم الديمقراطية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل