وصف مقربون من الملك سلمان العلاقة السعودية المصرية بانها اصبحت اشبه بالحرب الباردة الساخنة بين عدوين لدودين وليس بين حليفين , واضاف مقربون من الملك سلمان انه غاضب اشد الغضب على الرئيس المصري السيسي بسبب مواقفه المعارضة لسياسة المملكة وخصوصا في الملف السوري حيث اصبح الاختلاف في التعاطي السياسي مع هذا الملف اقرب مايكون وفق وجهة النظر السعودية الى تحالف مصري مع اعداء الملك سلمان شخصيا وهو الامر الذي سيوصل العلاقات المصرية السعودية الى طريق مظلم و مسدود كما يصف ذلك المراقبون .
ولهذا ترتب على هذا التوتر خلافات وصل الحد الى وصف الاعلام السعودي للمصريين بالخونة وناكري الجميل ما ادت هذه المناوشات والتراشقات وعلى لسان مصادر مطلعة الى تاجيل او الغاء زيارة كان من المقرر ان يقوم بها الملك سلمان الى مصر و تم تحديد أكثر من موعد لتلك الزيارة خلال الشهور القليلة الماضية، خرجت على إثرها وسائل الإعلام وقبل حصول التوتر راصدة محاور للزيارة ومتحدثة عن طبيعة الملفات المطروحة للمناقشة، والترتيبات المتخذة من الطرفين للزيارة وغيرها من البنود، ولكن كل ذلك اصبح سرابًا بعد مرور الموعد الذي تناقلته وسائل الإعلام، لتتأجل الزيارة شهرًا بعد شهر، مع وضع الحجج المختلفة , الأمر الذي فرض عددًا من التساؤلات: كيف للملك سلمان أن يزور مصر في ظل خلاف بينه وبين السيسي بشأن عدد من قضايا المنطقة، على رأسها الأزمة السورية؟، وكيف له أن يزورها في ظل حملة إعلامية من الموالين للسيسي على المملكة السعودية؟، وهل زيارته تعني موافقته على ما قام به السيسي بإغراق الحدود مع غزة لتدمير الأنفاق؟
وتحدثت وسائل الإعلام عن ترتيبات لزيارة سلمان لمصر بعد شهر رمضان، ثم تأجلت لبعد عودة الملك من أمريكا ودار الحديث بأنه سيتجه مباشرة من أمريكا إلى مصر، ثم تأجلت، ليرصد المراقبون 3 عوامل تكشف أسباب التأجيل المتكرر لزيارة الملك سلمان إلى مصر.
ويرى مراقبون أن الملك سلمان يتخذ خطوات حذرة تجاه زيارته لمصر في الوقت الحالي تحديدًا أكثر من ذي قبل، حتى لا يتهم بتأييد الخطوات التي يتخذها السيسي تجاه غزة، والموافقة على إغراقه الحدود بالمياه لتدمير الأنفاق، وهي الخطوة التي اعتبرها نشطاء خليجيون بأن السيسي يحاصر أهل غزة بأموالهم، في إشارة إلى الدعم المالي المستمر من دول الخليج لنظام السيسي في مصر.
وصرح السيسي عقب لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، مبررًا خطوته بإغراق حدود غزة، بأنها من أجل تأمين حدودها الشرقية، وأنها تجري بتنسيق كامل مع السلطة الفلسطينية.
وهي التصريحات التي لاقت هجومًا خليجيًا واسعًا من قبل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معربين عن استيائهم من سياسة السيسي تجاه غزة.
وعلى الصعيد الإعلامي، فمنذ إعلان مرض الملك عبد بن عبد العزيز وقبيل وفاته، دأب الإعلاميون المقربون من المؤسسة العسكرية ، التلميح بعدم الارتياح لوصول "سلمان" إلى الحكم.
وتوالى الهجوم الإعلامي المصري الممنهج والمتكرر على المملكة عقب تولي الملك "سلمان" الحكم، ووصل إلى تأكيد السفير السعودي أنه أجرى اتصالات على أعلى مستويات مع السلطات المصرية وقيادتها؛ للاعتراض على تجاوزات بعض الإعلاميين المصريين المؤيدين للسيسي بحق المملكة.
ولم يكن الهجوم على المملكة من قبل الإعلاميين فقط، بل شاركهم الوزراء حملتهم، حيث جاءت تصريحات وزير الثقافة المصري حلمي النمنم- الذي أبدى عدد كبير من النشطاء والمثقفين السعوديين استيائهم من تعيينه بالوزارة مؤخرًا- متسقة مع الحملات الممنهجة التي يشنها الإعلاميون المصريون ضد المملكة، حيث هاجم "الوهابية" والإسلام السياسي.
إلا أن الخلاف الأبرز هو الأزمة السورية التي بات الخلاف بشأنها واضحًا في الآونة الأخيرة، حيث رحب الإعلام المصري بالتدخل الروسي في سوريا، كما أعلنت مصر بشكل رسمي تأييدها للغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا، قائلة: إنها "ستساهم في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه"، وذلك على الرغم من الانتقادات الغربية للتدخل الروسي، فمتى سيتضح موقع المملكة من مصر ورئيسها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل