Memuat...

الاثنين، أكتوبر 12، 2015

العلاقات السعودية المصرية الى نهاية الطريق المسدود والخيارات الاخرى مفتوحة امام مصر


خاص شبكة البروج الاخبارية .. احمد مهدي الياسري : هجوم سعودي غير مسبوق على الرئيس المصري السيسي ووصول العلاقات السعودية المصرية الى طريق مظلم و مسدود ..

المتابعون للشان الاقليمي لايخفى عليهم ذلك التوتر الحاصل في العلاقات المصرية السعودية حيث مصر التي لاتقبل ان تكون ذيلا ذليلا لاحد فيما تتحرك السعودية باموالها لتصبح سيدة على العرب والاقليم وباي ثمن كان حتى لو تطلب الامر سحق ملايين من البشر, تحركهم الاحقاد الطائفية والبدوية التي عفى عليها الزمن غير عابئة بمصالح الشعوب والدول الاخرى .
بعد موت الملك عبد الله واستلام سلمان للحكم تغيرت السياسة السعودية كثيرا وتحولت الثوابت التي كانت تربط الملك عبد الله بالسيسي الى علاقة عدم ثقة وتزعزع في تلك الثوابت في عهد الملك سلمان الذي وصفه المراقبون انه ميال الى اصلاح العلاقات التي افسدها سلفه عبد الله كالعلاقات مع تركيا وقطر والاخوان وهو الذي يعرف ان هناك اقطاب في المملكة , مات الملك عبد الله وتركها خلفه لابد من ازاحتها ليتمكن من التغيير المنشود الذي يفكر فيه .
اول خطوة قام بها سلمان بعد تسنمه للحكم هي ازاحة مقرن وكل الاسماء التي كان الملك عبد الله يعتمد عليها لتمرير سياساته واخر من اطاح بهم سلمان هو خالد بن عبد العزيز التويجري رئيس الديوان الملكي السعودي وهو المقرب جدا من السيسي وعلاقاته بقيادة مصر علاقة وطيدة وقوية منذ عهد الملك عبد الله فضلا على ان التويجري كان بالضد من قطر وسياساتها وتركيا والاخوان وهو من وضع الاخوان على قائمة الارهاب عبر اقناع الملك عبد الله بذلك  وكان يكن العداء لقطر والاخوان وهو محرك السياسة السعودية من خلال الملك عبد الله حيث وصل الى مستوى رفيع لديه وهو ثقته التي كانت ترتب مصالح الملك عبد الله الذي كان يخطط لتوريث الحكم لابنه متعب بعد ولي العهد مقرن القريب ايضا من السيسي . 
التقارب السعودي من جهة مع اعداء مصر تركيا وقطر من جهة اخرى ازعج القيادة المصرية وافقد السيسي صوابه وهو الذي لايستطيع نسيان الدعم التركي القطري الكبير للرئيس الاخواني المخلوع مرسي  وجاء الملك سلمان ليقلب الموازين والثوابت التي ارساها السيسي مع الملك عبد الله  الامر الذي جعل من الاعلام المناصر والداعم للرئيس المصري والمناوئ للاخوان وحلفائهم في حالة من الصدمة تبعها فتح النار من قبله على السياسات السعودية الضاربة للمصالح المصرية بشدة ولكن الاعلام السعودي بقي بامر من الملك سلمان وابنه متخذا موقف الصمت وعدم الرد حتى وصل الامر الى مستوى لم يستطع سلمان ومخابراته الا ان يتخذ قرار فتح النار الاعلامية للرد على الهجوم المصري الشرس على المملكة وقيادتها واعلامها فتبنى بعض الكتاب السعوديين تلك المهمة وابرزهم خاشقجي وخالد الدخيل واخرين .
وبسبب تلك الهجمة المصرية الشرسة شن الاعلام السعودي هجوما منسقا وغير مسبوق على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي متهما اياه بنكران الجميل وخيانة العهد واوصاف اخرى كثيرة وصل بعضها الى حد الشتيمة متهمين اياه بالارتماء باحضان ايران وروسيا والاسد على حساب حلفائه السعوديين وهم الذين دعموه بالاموال والدعم السياسي والاعلامي حينما ازاح الاخوان من سدة حكم مصر وتم تجنيد جيش الكتروني على شبكات التواصل للرد على الاعلام المصري وصل الامر بهم الى كيل الشتائم للسيسي وحكومته  .
التسجيل الكامل للقاء هيكل والذي تسبب بهجوم الاعلام السعودي
السياسي الكبير والمخضرم محمد حسنين هيكل وهو المقرب من السيسي كان اخر الذين تناولهم الاعلام السعودي بالهجوم اللاذع وهو ليس الاول والاخير  متهمين اياه والسيسي والاعلام المصري بخيانة الامة العربية لصالح اعدائها والقول للاعلام السعودي وبعض كتاب الصحف السعودية وقبله تم مهاجمة الكاتب المصري فهمي هويدي لانه كتب مقالا انتقد فيه اعتبار ايران العدو الاول والاخير من قبل السعودية حكاما واعلاما متناسين العدو الحقيقي الاول للامة العربية والاسلامية "اسرائيل ".
في اخر لقاء له تناول هيكل مصالح مصر وقال ان على مصر الانفتاح الى ايران وكسبها كصديق بدل الخطاب العدائي وهو ما اثار ال سعود الذين وجهوا عبر المخابرات السعودية توجيها الى الاعلام السعودي بفتح النار على مصر والسيسي وسياساتها وبصورة علنية ومكثفة وجاء التوجيه خلال اجتماعات مكثفة وعاجلة عقدتها اجهزة المخابرات السعودية المشرفة على الاعلام  مع رؤساء التحرير وكبار الصحفيين  وطالبوهم بالتحرك على كتاب وصحف عربية وخليجية لتشن حملات متزامنة ضد ما وصفوه بخيانة السيسي لامته العربية والاسلامية ووقوفه العلني مع اعدائها .
وتحت عنوان "حساسية التوقيت" كتبت احدى الصحف السعودية في احد تعليقاتها على الموقف المصري الذي وصفته بالمشين "" في الوقت الذي تهدد طهران والطائرات الروسية وسفنها الحربية دول الخليج وبخاصة السعودية ويتدفق عناصر الحرس الثوري وحزب الله على العراق وسوريا لتدعيم نظام الأسد، جدد "هيكل" دعوته المشينة للسيسي وهي دعوة بعيدة عن خيارات الامة العربية المحاطة بالخطر والتهديد وطلب من السيسي بأن ينظر بأهمية إلى العلاقات مع إيران، مضيفا ومستشهدا باحداث من التاريخ القريب أن " الملك فاروق زوج شقيقته إلى شاه إيران، لأنه يعلم أن إيران دولة مهمة جدا ولابد من تقوية العلاقات بها"، مشيرا إلى أن مصر وتركيا وإيران تمثل قوى في إقليم الشرق الأوسط، وذلك خلال حواره لبرنامج "مصر أين.. ومصر إلى أين"، عبر قناة "سي بي سي"الجمعة 9-10-2015 .
الصحف السعودية في معرض هجومها الشرس اضافت " ان خطاب هيكل الاخير لم يكن الأول من نوعه بل سبقه سلسلة تصريحات من شخصيات إعلامية تشكل داعم رئيسي للرئيس السيسي وتتحرك تحت إمرته وبتوجيه منه تعكس تغيرا نوعيا كبيرا في إدارة السيسي لعلاقته بحلفائه بدول الخليج، حيث يتجه صوب محور "إيران روسيا" كورقة ابتزاز ضد الحليف الخليجي والأمريكي، وقام محمد حسنين هيكل في شهر يوليو الماضي بهجوم شديد على الرياض ووصف المملكة بـ"أنها قوة ترهلت قبل أن تبلغ الشباب، والنظام السعودي غير قابل للبقاء. وانعدام البدائل هو ما يبقي السعودية"، مضيفًا: "السعوديون سيغرقون في مستنقع اليمن" وهو موقف تعتبره القيادة السعودية موقفا رسميا ونهائيا للقيادة المصرية وستقوم المملكة بالتعامل معه على انه خيانة للتحالف السعودي المصري وانه نكران للجميل لايحتمل .

احد محللي الصحافة السعودية كتب " خرجت افتتاحية جريدة الأهرام أكبر صحيفة رسمية مصرية، بهجوم شديد على المملكة، حيث كتب رئيس تحرير الجريدة محمد عبد الهادي علاّم ـ رئيس تحرير الأهرام ـ مقالًا، انتقد فيها السياسة السعودية، منتقدًا مقابلة أجراها العاهل السعودي مع بعض قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، ولم يتوقف الانتقاد عند حد انتقاد السياسات، ولكنه تحول لهجوم مباشر فوصف الكاتب التصرفات السعودية بـ "الجهل وقصر النظر والاستعباط السياسي".

واضاف قامت مجلة روز اليوسف – أحد أهم وأقدم المجلات المصرية المملوكة للدولة ـ على نفس نهج هيكل والأهرام حيث نشرت المجلة تقرير بمانشيت رئيسي على غلافها تحت عنوان "السعودية باعت مصر"، مطالبة بمد جسور العلاقات مع "إيران" الذي بات "ضرورة"، حسب قولها، لتتماشى أيضاً مع مطالبات هيكل وعلام اللذين أثنيا على طهران.

وبرر هجوم الاعلام السعودي قائلا " فهل ستصمت السعودية على التقارب المصري -الإيراني –الروسي.. أم ستتجه لرصد مخاطره ومحاولة تأمين موقفها إزاء تحالفات إقليمية تتسع وتكبر وتسير عكس مصالحها العليا وأمنها وأمن المنطقة العربية؟ والتصريح اعلاه هو للاعلام السعودي الموجه من قبل المخابرات السعودية .
وفي إطار إعلان  السعودية عن موقفها الرافض للموقف المصري و لتلك الضربات الروسية المتحالفة مع ايران والعراق وسوريا ، فإن المؤشرات تتجه صوب إمكانية حدوث توتر كبير في العلاقات بين مصر والسعودية، قد بدت بوادره قبل الإعلان رسميا عن الموقف المصري، من خلال توجيه عدد من الكتاب السعوديين والصحافة النقد لمصر.
الكاتب السعودي جمال خاشقجي وهو المقرب من الدائرة السعودية الحاكمة ، وجه انتقادا لاذعا للسياسة المصرية وفي مقال  له بعنوان "هل هناك ما هو أسوأ" بجريدة الحياة اللندنية  اشار إلى أن السعودية قادرة علي المواجهة عسكريا، وهو ما لوح به وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أنها سوف تسعى للحل الدبلوماسي أولا، من خلال تشكيل موقف عربي يختبر صدق تحالفاتها مع مصر والاخرين وأكد خاشقجي في مقاله أن السعودية لن تقبل بأن تقف حليفتها مصر بدعم غير مسبوق للتدخل الروسي، وهو الموقف الذي لا يخفيه الإعلام المصري، ولم ينفه المسؤولون المصريون.

جانب من النقد المصري لسياسات ال سعود  وتاييد سوريا

وزير الخارجية المصري "شكري" يؤكد موقف مصر القيادي لا المنقاد لا سعود وهو ما اغضب ال سعود وقال شكري معبرا عن موقف مصر المستقل " الغارات الروسية في سوريا ستسهم في القضاء على داعش "
وفيما أعلنت مصر رسمياً دعمها للضربات الجوية التي تقوم الطائرات الروسية بتنفيذها على مواقع لـ"جماعات إرهابية" في سوريا، في خطوة قد تؤثر على علاقة "الصداقة" التي تربطها بالمملكة العربية السعودية، التي تعارض مثل هذه الضربات.

فال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات نقلها تلفزيون "النيل" الرسمي الأحد، إن "المعلومات المتوفرة لدى مصر، من خلال الاتصالات المباشرة مع الجانب الروسي، تؤكد اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب، ومحاصرة انتشاره في سوريا."
واعتبر شكري أن هدف الغارات الروسية هو توجيه "ضربة قاصمة" لتنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف باسم "داعش"، وأكد أن "هذا سيكون له أثر في محاصرة الإرهاب في سوريا والقضاء عليه.
يُذكر أن السعودية و6 دول أخرى لم تكن مصر من بينها أصدرت بياناً متسرعا ومشتركاً الجمعة، عقب إعلان روسيا بدء تنفيذ ضربات جوية في سوريا، طالبت فيه موسكو بـ"التوقف فوراً عن مهاجمة المعارضة السورية والمدنيين، وتركيز غاراتها على تنظيم داعش."
وذكر البيان، الذي وقعت عليه سبع دول لم تكن مصر من بينها بل كانت تركيا وقطر اعداء مصر اهم الموقعين عليه وهم: السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وتركيا وقطر، أن "هذه الإجراءات العسكرية تشكل تصعيداً إضافياً."
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري  الأسبق محمد العرابي، أن مصر تؤيد الضربات الجوية في روسيا، لأنها ترى في تلك الضربات وسيلة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، فيما ترفضها السعودية، لأنها تعتقد أن هدفها تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد.
واكد العرابي في تصريح لـ "دوت مصر" أن هناك خلافا قائما بالفعل بين وجهات النظر المصرية والسعودية بشأن الأزمة السورية والموقف من بشار الأسد، إذ ترى مصر أن بقاء الدولة المركزية هو الأهم للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها وهو موقف يتعارض من الساسيات السعودية تجاه سوريا .
مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، السعودي أنور عشقي، أكد أن المملكة ومصر كل منهما له رؤية نحو الأزمة السورية، لافتا إلى أن مصر لا ترغب في معارضة روسيا للإبقاء على المصالح المشتركة بينهما، كما أن مصر اكتوت بنار الإرهاب، ما يدفعها لتأييد أي عمل للقضاء عليه.
وأوضح أنور عشقي، أن الضربات الروسية جاءت مخالفة للاتفاق الذي جري بينها وبين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بما يعني أن روسيا وجهت كل جهودها لخدمة بشار الأسد، لافتا إلى أن 5 % فقط من الضربات موجه إلى مواقع داعش، وباقي الضربات موجهة إلى المعارضة السورية.
وتخيم حالة من "عدم التوافق" بين القاهرة والرياض بشأن الأزمة السورية الراهنة، ومسألة بقاء الرئيس بشار الأسد أو رحيله عن السلطة، كما تشارك مصر في التحالف الذي تقوده السعودية، لمحاربة جماعة "الحوثيين"، المدعومة من إيران، في اليمن.
خالد الدخيل

وعلى الصعيد ذاته هاجم الكاتب السعودي خالد الدخيل من على صفحات صحيفة الحياة اهم الصحف السعودية الرسمية مصر وكتابها قائلا، " إن هناك توجساً مصرياً من سياسات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، خاصة بعدما ردد الإعلام المصري أن موقف «سلمان» ليس حازماً ولا نهائياً مع الإخوان كما كان الملك عبدالله رحمه الله والقول لخالد الدخيل ، وأنه يميل الى التقارب وربما التحالف مع قطر وتركيا. وأضاف الكاتب السعودي في مقال نشر بصحيفة «الحياة» الأحد، أن وجود قلق مصري من تغيّر القيادة في بلد حليف بأهمية السعودية في مثل هذه المرحلة المضطربة إقليمياً وفي ظل ظروف مصر الصعبة سياسياً قبل أن تكون اقتصادياً، أمر طبيعي ومتوقع. ما لم يكن طبيعياً هو الطريقة التي تم التعبير بها إعلامياً عن هذا القلق. إذ اقترب هذا التعبير من حالة هلع مكبوتة.
الدخيل قال مانصه " بات من الواضح أن قلقاً انتاب مصر بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وبات من الواضح أيضاً أن مصدر هذا القلق توجس مصري من التوجهات السياسية للعاهل السعودي الجديد سلمان بن عبدالعزيز. أكثر من عبّر عن التوجس والقلق الناجم عنه هو الإعلام المصري. يتردد في هذا الإعلام أن موقف الملك سلمان ليس حازماً ولا نهائياً من «الإخوان» كما كان موقف الملك الراحل، وأنه يميل الى التقارب، وربما التحالف مع قطر وتركيا. وبناء على ذلك فإن موقفه من مصر ستكون له حدود وشروط ومتطلبات لم تكن موجودة في أيام الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.  بعبارة أخرى، هناك قلق من إمكان تراجع الدعم السعودي لمصر، أو أن يكون هذا الدعم ضمن حزمة سياسية جديدة يرى العهد السعودي الجديد أهميتها. الأرجح أن هذا القلق كان موجوداً لدى القيادة المصرية قبيل وفاة الملك الراحل، وقبل أن يتم التعبير عنه إعلامياً بعد وفاة الملك.   وجود قلق مصري من تغيّر القيادة في بلد حليف بأهمية السعودية في مثل هذه المرحلة المضطربة إقليمياً وفي ظل ظروف مصر الصعبة سياسياً قبل أن تكون اقتصادياً، أمر طبيعي ومتوقع. ما لم يكن طبيعياً هو الطريقة التي تم التعبير بها إعلامياً عن هذا القلق. إذ اقترب هذا التعبير من حالة هلع مكبوتة. 
اقتراب ال سعود من تركيا والاخوان اثار غضب القيادة المصرية ..
تناول الدخيل ما اسماه التطاول المصري  وهو في الحقيقة غضب مصري من التقارب السعودي التركي الاخواني مشيرا في مقاله إلى تورط بعض وسائل الإعلام المصري «في الإساءة النابية لقطر وفي الضرب تحت الحزام بطريقة واضحة في النظام السعودي نفسه». وهذا يعكس أن بعض الإعلام المصري على الأقل لا يزال رهينة خطاب خمسينات القرن الماضي وستيناته. آنذاك كانت اللغة النابية، والتهديد المبطن، والضرب تحت الحزام وسيلة يقصد بها الضغط والابتزاز. لم يخطر، كما يبدو، ببال من فعل ذلك أن اللجوء لمثل هذا الخطاب يثير القلق خارج مصر، أولاً لأنه يشير إلى أن مصر، أو على الأقل البعض في مصر، لم يتغيّر كثيراً مع تغيّر المنطقة والعالم، وبعد أول ثورة شعبية في تاريخ مصر.  وهو يثير القلق ثانياً لأنه يوحي بأن بعض الإعلام المصري على الأقل يستبطن شعوراً عميقاً بأن الخيار الذي اتخذته الدولة المصرية بعد انقلاب 30 يونيو ربما هو أكثر هشاشة مما يبدو عليه. وإذا كان الأمر كذلك، فهو مثير للقلق فعلاً. فاستقرار مصر، وقبلها وبعدها استقرار السعودية، لم يعد في الظروف المضطربة عربياً مصلحة استراتيجية لكل منهما وحسب، بل مصلحة استراتيجية للعالم العربي أجمع، وللنظام الدولي. 
 أين المشكلة إذاً؟  تسائل الدخيل متهما في اجابته مصر بانها تريد ان تاخذ من السعودية الاموال دون ان تقدم شئ وقال تبدو المشكلة، كما أشرت  ،"  في أسلوب هذا الدعم وإطاره. يريد البعض في مصر أن يكون الدعم السعودي على شكل هبة أو منحة ملكية مفتوحة، أو شيك على بياض، كما يقال. لا ينبغي للسعودية أن تتقارب مع تركيا، مثلاً، لأنها تتعاطف مع «الإخوان». وفي هذا تجاهل لبديهة أن علاقات الدول لا تقوم على مثل هذه الرؤية، لأنها عاطفية وليست سياسية. الرؤية السياسية الأكثر عقلانية أن علاقات السعودية ومصر لا يجب أن تكون مرتهنة لا للموقف من «الإخوان»، ولا للموقف من تركيا. فإذا كان استقرار مصر هو مصلحة استراتيجية سعودية، وهو كذلك، فإن واجب السعودية أن تتعامل مع قضية «الإخوان» كمسألة محلية مصرية في الأساس، وأن تقاربها من زاوية تأثيرها على استقرار مصر أولاً، ثم تداعيات ذلك إقليمياً، وبالتالي عليها ثانياً. من الزاوية ذاتها، فإن استمرار السعودية في الابتعاد عن تركيا، كما يريد البعض في مصر، لا يخدم التوازنات الإقليمية في هذه المرحلة، وهذه التوازنات هي الأساس الأول لاستقرار المنطقة، وبالتالي استقرار مصر. فتركيا هي إحدى أهم الدول الكبيرة في المنطقة بقدراتها الاقتصادية والعسكرية، ودورها السياسي. وهي إلى جانب كونها عضواً في الناتو وفي مجموعة العشرين الدولية، وبموقعها الاستراتيجي بين العالم العربي من ناحية وإسرائيل وإيران من ناحية أخرى، من الدول التي تملك مشروعاً سياسياً واقتصادياً واضحاً، وهو مشروع يتناقض في مضمونه،مع المشروع الطائفي لإيران . وهي أيضاً كدولة وطنية علمانية أكثر قابلية لأن تتقاطع في مشروعها وسياساتها الإقليمية مع المصالح العربية. لكن هذا يفترض قبل أي شيء آخر أن يكون هناك مشروع عربي. والسعودية ومصر هما الآن الأكثر قدرة من بين كل الدول العربية على التفكير بإطلاق مثل هذا المشروع السني ورعايته. وهو ما ينبغي أن تنشغل السعودية ومصر به، بدلاً من الانشغال بالموقف التركي من «الإخوان» .
وامعانا في التبريرالمخالف للمصالح المصرية  والمتناغم مع اعداء مصر قال الدخيل " المفارقة أن جماعة «الإخوان» تحولت في مصر إلى نوع من العقدة الفكرية والسياسية، عقدة مدمرة تحتاج إلى شيء من التفكيك، والتمييز بين مبررات الموقف من الجماعة، ومتطلبات مصلحة الدولة على المستوى الإقليمي. لم تقبل مصر أن تصف تركيا ما حصل فيها في 30 يونيو 2013 بأنه انقلاب عسكري. لكن أغلب دول العالم يعتبر أن ما حصل كان انقلاباً. هل يعني هذا أنه تنبغي مقاطعة هذه الدول؟ .
واضاف الدخيل مشككا في مصداقية الحكم المصري وشرعيته " وإذا كان يهم مصر أن يعترف العالم بأن ما حصل فيها آنذاك كان ثورة، وهذا حقها، فعليها أن توفر ما يدعم ذلك سياسياً ودستورياً في الداخل قبل الخارج. ثم إن تضخم قضية «الإخوان» على هذا النحو هو نتيجة طبيعية لغياب مشروع فكري وسياسي مصري تلتف حوله أغلبية المصريين. في السياق ذاته، تعبّر قضية «الإخوان» بالحجم الذي اتخذته في مصر، وخارج مصر، عن استمرار أزمة الحكم في العالم العربي، وأن هذه الأزمة هي المصدر الأول لتعثّر نمو الدولة العربية، وما ترتب عليه من انفجارات مدمرة انتهت إليها الثورات العربية، ودخلت بسببه إلى حالة من الانسداد الفكري والسياسي. 
وامعانا في اثارة الجانب المصري الذي يعتبر الاتراك والاخوان اعداء للتجربة المصرية الجديدة بقيادة السيسي  قال الدخيل" هنا نتوقف ونتساءل: هل ذلك هو كل شيء؟ لحسن الحظ يبدو أن ما كان غير قابل للتحقق بدأ يتحقق شيء منه على الأقل. فاليوم هو الثاني من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وغداً تبدأ زيارته الرسمية للرياض. اليوم (الأحد) أيضاً يصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرياض. هل هذه مصادفة أم ترتيب مسبق؟ لا يبدو أنه سيكون هناك اجتماع بين الرئيسين في العاصمة السعودية. لكن وجودهما في اللحظة ذاتها قد ينطوي على شيء. في كل الأحوال تمثّل زيارة الرئيس التركي تحولاً في الموقف السعودي في الاتجاه الصحيح، وستكون خطوة أولى إلى تغير متوقع في المواقف السياسية لأكثر من دولة في المنطقة. وفي الأخير أسمح لنفسي باستعادة ما ختمت به مقالتي هنا العام الماضي عما اعتبرته حاجة ملحة لمثلث سعودي- مصري- تركي، وذلك بالقول إن هذا المثلث «يمثل في الظروف الحالية حاجة استراتيجية للأطراف الثلاثة. فهي أطراف تتكامل في ما بينها (سياسياً واقتصادياً)، والتنسيق بينها... سيعيد إلى المنطقة شيئاً من التوازن بعد سقوط العراق وسورية، إلى جانب أنه سيشكّل حاجزاً للدور الإيراني المدمر... ومنطلقاً للتأسيس لحالة من الاستقرار في خضم المرحلة المضطربة حالياً» .

التراشق المتبادل اوسع واكبر من ان يحتويه هذا التقرير الذي تناول جزء صغير من الحرب الاعلامية الشرسة والتي تدور رحاها الان ويتسائل المراقبون هل وصلت العلاقات المصرية السعودية الى طريق مسدود ام ان السعودية ستضحي بالاتراك والقطريين من اجل مصر التي اعلنت موقفها من سوريا والاسد وهو موقف رافض لاسقاطه فيما دفع ال سعود المليارات من اجل اسقاطه وضرب حكمه.. الاجابة تقول ان الخيارات بين الطرفين ضيقة وان القطيعة والفراق امر محتوم وهو خيار مر على السعود ولكن تمتلك مصر البدائل الكثيرة فلا الولايات المتحدة تضحي بعلاقاتها مع مصر مهما كانت الاسباب ولا مصر ببعيدة عن روسيا وحلفاء روسيا الاقوياء وهم الاخرين سيرحبون بمصر بين الاقوياء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل