Memuat...

الأحد، يناير 22، 2012

ما اشبه بغداد اليوم ببيروت لو احسن الساسة اقتناص الفرصة


ليس العيب في ان تخطئ او تفشل في وقت من الاوقات او مكان ما ولكن من المعيب كل العيب ان لاتتعض من تلك التجربة واخطائها ..

قاعدة ثبتها الحكماء كمسلمة للنجاح والانطلاق بقوة نحوه وعلى العقلاء اتباعها , هكذا علمتنا التجارب والاكثر حكمة هو من يتعض من تجاربه وأخطاء الاخرين ومن مراكب النجاة التاني في اتخاذ القرارات الصعبة والمشورة قبل الاقدام خصوصا حينما يكون الانسان مسؤولا عن افراد او امة ..
سقت هذه المقدمة لاقول ان عالم السياسة هو الاخر كالانسان الحكيم او المتخبط الضائع وهو عالم يتحرك وفق متطلبات الحاجة المراد الوصول اليها اما نيلها كلها او جزء منها بالضبط كالانسان الحكيم او المتخبط الذي امامه هدف او حاجة يسعى اليها وتلك الحاجة لايمكن الوصول اليها بسهولة فثمة عوائق تحتاج الى بصيرة وذكاء وحكمة وتبصر وتروي للوصول اليها من اقصر الطرق وباقل التكاليف وهكذا السياسة والسياسي يتحرك وفق ماهو متاح وممكن امامه للوصول الى الهدف ومن الضرورة هنا ان تكون مساحة الحكمة متاحة للوصول الى المنجز..
حديثي هنا موجه لقوى التحالف الوطني وقواعدهم وايضا هو موجه للشرفاء الوطنيون و للمستقلين الذين ليس لهم ارتباطات حزبية ويمتلكون الحكمة ونواصيها والى اصحاب الفكر والقلم النير وكل هؤلاء خلفهم ملايين البسطاء ممن ولوهم امر انتشالهم من الظلم والجور والفقر والفاقة والجهل والضياع والتعب والارهاب والسقم ونقص الخدمات والكثير من المظالم المستمرة مع مسيرة السنين التي تنقص من اعمارهم كلما ازدادت في عددها .. اوجه خطابي هذا الى المتصدين للعملية السياسية واقول لهم اخطأتم كثيرا ومن الحكمة تشخيص الخطأ وتجاوزه على مستوى الحزب المتفرد بحزبيته يعتقد انه متمكن وهو الذي يحتاج الى الاخر ذلك الذي يلتقي معك في الحركة والهدف مايجعل العدو في وضع اصعب والهدف في متناول اليد وايضا اخطأ الاخرون كثيرا واكثر مما هو متوقع وعليكم الاستفادة من اخطائهم وتجاوز المرحلة من خلال الحكمة التي تؤكد على تجاوز الاخطاء بالتصحيح والاصلاح والانطلاق من جديد بروح اكثر حيوية ونشاط وفق منهج مدروس وفائق الحذر .
غرمائكم السياسيون ومن ورائهم وهم اعداء العراق والشعب وعملاء الاجندة التي لاتفهم لغة التسامح والشفقة والرومانسية السياسية لانها لغة تعتبرها نقطة ضعف فيكم وفي السياسة يجب وقف مضخة العواطف خصوصا وانتم امام غدرة فجرة والعدو قد حسم امره اما السيطرة التامة وقبركم واستعباد الشعب او تخريب الملعب بكل مايحتويه , انتم والشعب والوطن , واعداء الوطن نراهم اليوم يتخبطون في دوامة واضحة من الخزي والانهيار وانتم من الخطأ الفادح ان تشعروا بالنصر او الشعور بالنشوة العابرة مع الاسترخاء في هذه المرحلة لان الغريم لايمتلك فروسية الفرسان ليعترف بالخطأ او يترككم تهنؤون بالشعور بالسعادة لان تركيبته هجينة تكونت في مختبر فاسد وموبوء وهو لايفهم لغة العقل بل لسان حاله يقول " عليَّ وعلى غرمائي " ولاكانوا ان لم اكن , وعدو العراق مالم ينتهي الى الفناء او الحجر المذل فهو كالثور الجريح في شوارع ممتلئة بالبشر التي ترتدي ثوبا لونه احمر , وهو من لطخ الثوب بدماء الابرياء ليبرر لنفسه في رفساته الاخيرة ان الذنب ليس ذنبه فاللون الاحمر مثير له ومن حقه النطح والرفس هنا وهناك بصورة عشوائية اشبه ماتكون بتلك المشاهد التي نراها في شوارع اسبانيا حينما تجري جموع الناس ضاحكة وخلفها ثور جريح هائج ..
ان غريمكم راهن ولما يزل يراهن على تمزيقكم وتفريقكم او تفريقكم لتمزيقكم منفردين وهو لايستثني المكون الكوردي من فتنته بل يكيد له كل الكيد لانه يعلم ان لاتوافق معه في برامجه وطموحاته ومتطلباته وعلى الكورد معرفة هذه الحقيقة والتعامل معها بحكمة نعلم ان سياسة التوريط التي تنتهجها اجندة تحرك الثور المجروح " قائمة الشضايا اللاعراقية " هي من الخسة بمكان تجعل منكم امام قرارات صعبة ومرة ولكن الالتزام بثوابت الدستور والعملية السياسية وما سال من اجلها من غالي الدماء والتضحيات هو المنفذ للنجاة من المأزق وهل يعقل ان يقنعنا احد ان اعداء الكورد في الاقليم سيقبلون بكل ماحصل عليه هذا الشعب في كوردستان العراق لولا انهم احسنوا اقتناص فرصة التغيير في بغداد والدخول من خلال بوابتها الى المنجزات في الاقليم مع ماقدموه من تضحيات جسام ..؟؟
اذن من الحكمة ان يكون هناك تحالف وطني حقيقي قوي حكيم يحتضن الشرفاء والحكماء المتوزعين في كل انحاء الوطن جنوب كوردستان حتى الفاو ويؤسس لمؤسسة سياسية تنافس ببرنامج يسهر على كتابته وتنفيذه بحرفية سياسية بما ينسجم مع الواقع والامكانات المتاحة وتساهم في دعمه بقوة كل القوى الخيرة والنخبة التي تحمل الحكمة كنبراس ونور يسير معها في كل حركة وسكنة ..
التحالف الوطني العراقي بحاجة ماسة اليوم الى اجتماع موسع وعاجل يحتضن كل القوى السياسية الوطنية الحقيقية التي افرزتها الساحة بعد انجلاء الغبرة ووضوح الصورة ولا اقول ان الاطراف المنافسة الان هم الكمال بحد ذاته بل ان الشعور بالتقصير وتشخيص الحالة بان هناك سئ للغاية واقل ضررا وسوء يجب ان يكون هو مقياس التفاضل مع وجود ارادة تغيير حقيقية للتخلص من ادران الاخطاء المرتكبة والاستفادة منها كدرس لامكان لتكراره او الاتيان بما يشابهه ..
تجربة لبنان واقصد هنا اللعب بحكمة مع الاعداء والساحة السياسية اللبنانية شديدة الشبه بالساحة العراقية فالاعداء هم ذاتهم والاجندة التي تحارب الشرفاء هناك هي ذاتها والنسخة هي طبق الاصل ولكن الفرق بين العراق وهناك هو ان اللاعب الحكيم في بيروت استطاع الاتكاء على اللعبة الديمقراطية والدستور مع تنظيم الملعب وتوزيع الادوار وهو ما اوصله الى نتيجة انه ركل الاجندة القذرة ورماها تحت اقدامه ومارس دوره في السيطرة على مؤسسة الحكم وفق القواعد الشرعية المتبعة " من يستطيع تكوين غالبية برلمانية هو الاحق بالملعب وهو مالايستطيع العدو ان يقول لها كما يقال قي المثل الشائع " ثلث الثلاثة كم " وفي بيروت صرخ من صرخ وهول من هول وقال من قال وفي النهاية التقم ال سعود وحلفائهم حجرا مسنن وساخن واكل التبن وقبل ان يكون في موقعه واستحقاقه ..
اذن هي الارادة القوية والاقدام وهو توحيد الصف وجمع النخب الاخرى الخيرة والمتوافقة مع قوة الاخر وتلك المستسلمة للامر الواقع والطامحة الى شئ بعيدا عن الاجندات التخريبة وهي الحكمة وقتناص الفرص وهي القاعدة التي اعتمدها من سيطر على حقوقه في بيروت لصالح المظلومين وتستطيع بغداد ان تفعل ذلك اذا ما اعتمدت ذات المقومات التي ادت الى ان يصرخ ال سعود وحلفائهم وعملائهم في بيروت , بل ولى عميلهم القزم الدبر وهرب الى اسياده وما اشبه علاوي بسعد في كل التفاصيل وما اشبه الاجندة المخربة في بغداد بتلك التي في بيروت لو توفر من يحرك نصر الله في العراق بعزم وارادة وثبات .
احمد مهدي الياسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل