أظهر تحليل حسابات تويتر أن قطر هي أكبر حاضنة لحسابات تغرد لصالح "داعش" في العالم العربي والإسلامي، فيما تعتبر بلجيكا الأول أوروبيا.
فبعد اعتداءات باريس يوم الجمعة الماضي، يكثف نشطاء الشبكة العنكبوتية إلى جانب العديد من كبار قراصنة الإنترنت حملاتهم ضد تنظيم داعش وأنصاره في العالم عبر كشف حساباتهم على تويتر. وحصيلة الأيام الأولى من الحملة تمثلت في كشف أكثر من 5500 حساب لصالح داعش ومؤيديه.
التويتر كنز غني بالمعلومات
ويبدو أن أجهزة المخابرات الغربية، بحسب تقرير لدوتج فيلة الألمانية، لا تعير أهمية كبيرة للمعلومات التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي، بيد أن الخبراء الأمنيين تفاجأوا بشكل مثير عندما أظهر تحليل للمعلومات المتوفرة على حسابات تويتر أن بلجيكا مثلا تمثل حاضنة كبرى بين الدول الغربية لأنصار داعش.بينما تمثل قطر أكبر حاضنة لحسابات تويتر لجماعات من أنصار أو مؤيدي تنظيم داعش على مستوى العالم العربي والإسلامي، كما ذكرت ذلك صحيفة دي فيلت الصادرة.وصحت الدول الغربية من إدمان النفط و"مجاملة" دول الخليج التي اشترت سكوت الدول الغربية، في صفقات التسليح والنفط، بإعلان مسؤولين غربيين بصراحة بأنّ السلفية التكفيرية والتشدد الإسلامي، هو العدو، في إشارة واضحة إلى الوهابية السعودية، والعواصم التي تدعم الإرهاب، وأبرزها الدوحة والرياض.وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الأربعاء الماضي، بأن التشدد الإسلامي والسلفي "عدو" لفرنسا، مؤكدا على ضرورة استخدام هذا الوصف.وأظهرت حسابات تويتر في بلجيكا باللغة العربية تعاطفا واضحا مع تنظيم داعش، وبذلك تقف بلجيكا الجار الغربي لألمانيا، خلف قطر وباكستان في المرتبة الثالثة لقائمة الدول التي تعتبر حاضنة لحسابات تويتر لصالح تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي قطر أظهر تحليل حسابات تويتر باللغة العربية أن كل ثاني تغريدة كانت تحمل خبرا داعما ومؤيدا لتنظيم داعش، أي بمعنى أن 50% من تغريدات قطر تغني لداعش، وبذلك تقف قطر على رأس قائمة الدول الحاضنة لحسابات تويتر المؤيدة لداعش. أما في باكستان، فتصل نسبة التغريدات المؤيدة لداعش إلى 35% لتحتل المركز الثاني في القمة، فيما تقف بلجيكا في المركز الثالث. يليها إندونيسيا وبريطانيا وليبيا في المركزين الخامس والسادس، تتبعها تركيا ومصر والولايات المتحدة على التوالي.فرنسا التي تعرضت لهجمات شرسة قبل أيام تشكل نسبة الحسابات المؤيدة لـ داعش فيها حوالي 21% من مجموع التغريدات وتحتل المركز العاشر، يليها المملكة العربية السعودية بنسبة 20% وتحتل المركز الحادي عشر، ثم تأتي ألمانيا بنسبة 16% لتقبع في المركز الرابع عشر. أما سوريا، البلد الذي تمزقه الحرب الأهلية منذ أكثر من أربع سنوات، فتحتل المركز الثامن عشر بنسبة 8%.وتدعم السعودية وقطر والإمارات، الجماعات الإرهابية المتمثلة في القاعدة والنصرة وداعش، وكلها تنظيمات تتبنى الفكر الوهابي السلفي المموّل من السعودية.واعترف وزير الخارجية السعودي، عادل جبير في خلال اجتماع فيينا حول سورية، أن بلاده ستبقى تدعم المعارضة المسلحة التي تضم جماعات إرهابية، حتى إسقاط بشار الأسد.وعُرف عن المؤسسة الوهابية السعودية والجمعيات الخيرية الخليجية، تمويلها للجماعات المتطرفة، في دول العالم فيما اكد الرئيس الفرنسي في كلمته أمام البرلمان أن فرنسا في "حالة حرب" مع داعش.والمثير في شأن هذه الإحصائية هو أن صحيفة "غارديان" البريطانية قد نشرتها مطلع العام الجاري. ويبدو أن هذه المعلومات لم تثر انتباه الأجهزة الأمنية والخبراء في أن تركز تحقيقاتها ومتابعتها في أوروبا على بلجيكا. في هذا السياق يقول الخبير الإستراتيجي الأمريكي في معهد بروكينغس، يوناثان مورغان، "إن تنظيم داعش يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص حسابات تويتر، لتجنيد الشباب وللتحريض والتخطيط لاعتداءات إرهابية"، كما ورد ذلك في صحيفة دي فيلت الألمانية.كما يظهر التقرير وبشكل جلي أن بريطانيا تشكل بين الدول الغربية "قلعة" المؤيدين لـداعش فيما يخص نشر أخبار الدعاية للتنظيم المتشدد. فهي تحتل المركز الخامس بعد إندونيسيا، بمعنى أن كل رابع تغريدة تجئ لحساب داعش. الموقف ذاته يتكرر في الولايات المتحدة وفرنسا، فكل خامس تغريدة في البلدين تحمل مؤشرات إيجابية لصالح داعش.في الدراسة التي أعدها الخبير الأمريكي مورغان والتي شملت أكثر من 46 ألف تغريدة على حسابات أنصار "داعش"، تحليل لشخصيات المستخدمين. ورغم أن قطر وباكستان وبلجيكا تعتبر أكبر حاضنات لحسابات التويتر لصالح داعش، إلا أن دولا مثل المملكة العربية السعودية وسوريا والعراق تعتبر موطن حسابات داعش على تويتر.ويمكن عبر تحليل الحسابات معرفة المزيد من المعلومات الهامة. وحسب تلك التحليلات، فإن 69% من التغريدات ترسل عبر الهواتف الذكية مع نظام أندرويد للتشغيل. فيما يستخدم 30% من المغردين لـ "داعش" هواتف آيفون.من جانب آخر، يؤكد الخبير مورغان على ضرورة إعارة وسائل التواصل الاجتماعي أهمية خاصة. ففي المعدل يملك كل داعشي حسابا خاصا به على تويتر ولكل لحساب متابعون يصل عددهم في المعدل إلى 100 شخص، أي لكل داعشي أنصار يروجون أخباره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل