Memuat...

الاثنين، يوليو 27، 2015

البارزاني يعلن عن موقفه الشخصي من قصف حزب العمال الكوردستاني

جماهير كوردستان الحبيبة..

حول الأحداث الجارية، والمشاكل بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني، أردت أن أعلن عن موقفي الشخصي بهذا الخصوص، لأن هناك بعض التحليلات المزاجية والسابقة للوقت والبعيدة عن الحقيقة قد أثيرت حول موقفي.

الكورد قومية قسمت دون إرادتها، وهذا التقسيم فرض علينا كواقع مرير، وفي محاولة تغيير هذا الواقع سفك الكثير من الدماء، ومايزال هذا الواقع باقي من الناحية الجغرافية والحدود الدولية، لكن بهذه الدماء والتضحيات تمكنا من الحفاظ على قوميتنا، نحن الكورد حاربنا لمدة مئة عام ضد الظلم والطغيان والإحتلال، لا نحن تمكنا من تغيير واقعنا ولا المقابل تمكن من محونا، لذلك توصلت الى القناعة بأن الحرب لا فائدة منها، ويجب أن نستفيد من جميع فرص السلام وان نتجه إلى السلام والحوار.

بعد حرب الكويت في جنوب كوردستان، قطعنا معها مرحلة سيئة للغاية، لكننا تمكنا من إنشاء حياة تم الاعتراف بها دوليا وأصبحت مكان الامل لكل فرد كوردي أينما كان، وانا شخصيا وحكومة إقليم كورستان أيضا بذلنا كل ما بوسعنا من أجل مساعدة الاخوة والأخوات في جميع انحاء كوردستان، بعيدا عن كل أنواع المزايدات.

إذا نظرنا بشكل واقعي للأحداث في تركيا نلاحظ قبل مجيء حزب العدالة والتنمية، كان يمنع أسم الكورد وكورستان وأي إشارة إلى الكورد، حاولنا كثيرا أن نخلق أرضية لمشروع السلام في تركيا، وبعد الجلوس والحوار تبين لنا بان حزب العدالة والنتمية وبالاخص الدور الشخصي للسيد أردوغان لديه سياسة ورؤية جديدة ومختلفة عن جميع الاحزاب التركية في الماضي تجاه الكورد، لذلك حاولنا ايضا جعل حزب العمال الكوردستاني المشاركة في الحوار، والتعامل مع السيد أوجلان كمفاوضاً أساسيا في السلام، وهذا كان تقدما كبيرا، لاننا شاهدنا الحكومات السابقة لحكومة العدالة والتنمية كيف كانت تعامل السيد أوجلان بشكل مهين، وهذه كانت نتائج جيدة وكانت سببا للبدء في مفاوضات مباشرة، وكمرحلة أولى من مشروع السلام مضينا بشكل جيد، ولكنه مع الاسف الشديد ظهرت الكثير من العوائق، وبالرغم من ذلك، لكن العملية كانت موجودة، وخصوصا بعد أن أبدى كلا من الدولة التركية والسيد اوجلان وحزب الشعوب الديمقراطية إلتزامهم بالعملية والمضي فيها، لهذا السبب كنا نتمنى ان تتخطى العملية هذه العوائق، ونحن أعلنا عن إستعدادنا لتقديم مساعدتنا للطرفين، والان نطالب أيضا البدء بالمشروع مرة أخرى وان يتمتع الشعب الكوردي بحقوقه وأن ينعم بالامن والاستقرار.

وحول موقف تركيا و حزب العمال الكوردستاني, نحن لسنا من يرسم السياسة التركية و نحن لسنا مسؤولين عن سياسات حزب العمال الكوردستاني، الشيء الذي يمكننا ان نفعله هو ان ندعمهما لكي يتحاورا و يتقاربا، اقول للتاريخ, نحن شهدنا خطوات ومواقف إيجابية من الحكومة التركية حول الحل السلمي ولكنه مع الأسف الشديد لم يستوعب هذا الامر بعض الاطراف واصابهم الغرور، لقد ارسلت مرارا رسائل الى حزب العمال الكوردستاني و دعوتهم لكي يصبروا، لان السلام عملية شاقة لا تنجز الا بالصبر، قلت لهم ان تركيا لن تنتهي بمقتل شرطيين، هناك فرصة كبيرة الان لكي يعملوا من خلال صناديق الانتخابات, القلم, السياسية والعمل السلمي، لان ما يمكن ان ينجز من خلال هذه الادوات لا ينجز عن طريق السلاح، ومازلنا نؤمن بأنه بالامكان أن يتفق حزب الشعوب الديمقراطية و حزب العدالة والتنمية لكي يشكلا حكومة جديدة بتركيا، لان هذا يعد انجازا كبيرا للكورد و لتركيا و لكل شعوب المنطقة.

لقد رأينا و من البداية بأن منع السيد اوجلان و حزب الشعوب الديمقراطية من ان يكونا صاحبا القول الفصل في موضوع القاء السلاح وانهاء النضال العسكري خطأ فادحا جدا من قبل حزب العمال الكوردستاني، لان هذا يكون سببا لكي لا تعترف تركيا بالسيد اوجلان كطرف في المفاوضات وسبب ضغوطا سياسية وبرلمانية كبيرة على حزب الشعوب الديموقراطية بعد فوزه الكبير.

هناك حرب كبيرة في المنطقة والتحالفات الاقليمية يجب أن تلعب دورا مهما مع التحالف الدولي ولسنا بحاجة الى مشاكل جانبية صغيرة، لا بد لكل الاطراف في المنطقة ان يعملوا معا لكي يقضوا على داعش واسباب ظهوره. نحن ننظر الى تحالف تركيا وامريكا للقضاء على داعش كخطوة مهمة ذي نتائج كبيرة، سيكون للدور التركي العسكري نتائج مهمة و مقررة في هذه الحرب بقيادة امريكا وعلينا ان نقرأ هذه التطورات بشكل جيد.

انا منزعج جدا من هذا الوضع الجديد ومن ظهور رائحة البارود مرة اخري، انا لا احب الحرب ولا اؤيد الحرب ولو للحظة واحدة. مع انه لدي ملاحظات كثيرة حول سياسات حزب العمال الكوردستاني وخصوصا حول تدخلاته في الشؤون الداخلية لاقليم كوردستان والاجزاء الاخرى من كوردستان وسيطرتهم الكاملة على روژاڤا, لكن ما يهمني أكثر من أي شيء آخر هو القضية العادلة للشعب الكوردي. لا تحل المشاكل عن طريق الهتافات، اكبر دعم مني هو ان اطلب من كلا الطرفين لكي يعودا الى طاولة المفاوضات, و ان يستمروا في العملية السلمية.

ادامة الحرب يكون لها اضرارا للمواطنين في المناطق الحدودية ومن حق الناس ان يسألوا لماذا يصبح اقليم كوردستان ساحة للحرب؟ وفي الختام, اؤكد مرة اخرى بان التفاوض هو الحل الوحيد للململة الامور ونحن سنفعل ما بوسعنا لكي ندعم المفاوضات وعملية السلام.

مسعود البارزاني
رئيس اقليم كوردستان
26 تموز 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل