Memuat...

السبت، مارس 10، 2012

حلحلة بين طهران وواشنطن؟

طهران - محمد صالح صدقيان .. أثار ترحيب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي باستبعاد الرئيس الأميركي باراك أوباما الخيار العسكري لتسوية الملف النووي لطهران، أسئلة تناولت مغزى الترحيب وتوقيته الذي يُعتبر فريداً، مُذ تولى خامنئي منصبه بعد وفاة الإمام الخميني عام 1989.

وكان المرشد أعلن مراراً أن العلاقات بين طهران وواشنطن لا يمكن أن تبقى مقطوعة إلى ما لا نهاية، بل رمى الكرة في الملعب الأميركي، إذ كان وما زال يعتقد بإمكان أن تصحّح الإدارة الأميركية أخطاء ارتكبتها مع إيران، وأن تتعامل في شكل منطقي وواقعي مع الشأن الإيراني. لكن أن يصف خطاباً للرئيس الأميركي بـ «الجيد»، هو جديد علی أدبيات المرشد في هذا الشأن، خصوصاً أن الدوائر الإيرانية التزمت الصمت وعدم التعليق علی ما ورد في خطاب أوباما حول إيران، إلى أن علّق المرشد عليه.
وثمة اعتقاد بأن هذا الموقف تزامن مع مؤشرات حدثت خلال الأسابيع الماضية، توحي بأن «شيئاً ما» يدور في أفق العلاقات بين طهران وواشنطن، يمكن أن يؤدي إلى حلحلة ملفات شرق أوسطية، ناهيك عن الملفات الإيرانية.
ووافقت واشنطن علی إبرام صفقة نادرة مع طهران، لشراء 120 ألف طن من القمح الأميركي، تُسلّم لإيران بحلول 31 أيار (مايو) المقبل، فيما حظّرت الإدارة الأميركية التعامل مع المصرف المركزي الإيراني ومصارف إيرانية.
طائرة أميركية
وفي ظاهرة فريدة، منذ الطائرة الأميركية التي أقلّت المستشار السابق للأمن القومي الأميركي روبرت ماكفرلين إلى طهران عام 1986، هبطت الخميس في مطار الإمام الخميني في طهران، طائرة ركاب أميركية أفاد موقع «مشرق نيوز» القريب من «الحرس الثوري» بأنها كانت في رحلة بين الدوحة وإسطنبول، لكنها طلبت التزود بوقود.
وعلى رغم نفي سلطات الطيران المدني الإيراني النبأ، لكن نشر هذا الخبر في الموقع المذكور، لا يخلو من دلالة في هذه الظروف.
إلى ذلك، نجحت مساومات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، في إصدار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ختام اجتماعهم في فيينا، بياناً مخففاً يرحّب باستئناف المحادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، يؤكد السعي إلى تسوية ديبلوماسية. وتعتقد مصادر بأن توقيت خطاب أوباما أمام مؤتمر «لجنة العلاقات العامة الأميركية - الإسرائيلية» (إيباك)، أبرز لوبي مؤيد للدولة العبرية في الولايات المتحدة، واستبعاده خيار الحرب علی إيران، حملا دلالات كثيرة، إذ إن الخطاب «لم يكن شطحة لسان، بل مدروساً بعناية».
وكانت مصادر إيرانية تحدثت الشهر الماضي عن نية أوباما توجيه رسالة للقيادة الإيرانية، تتعلق بقضايا ذات اهتمام مشترك، علماً أن الرئيس الأميركي وجّه رسالة للقيادة الإيرانية، بعد انتخابات الرئاسة عام 2009، لكن لا معلومات في شأن احتمال استلام طهران رسالة جديدة من واشنطن، تزامنت مع الانتخابات النيابية الأخيرة.
وفي السياق ذاته، أنقذت البحرية الأميركية خلال الأسابيع الماضية، بحارة إيرانيين في المياه الدولية قرب إيران، ما أعطى انطباعاً برغبة واشنطن في إرسال مؤشرات إيجابية للقيادة في طهران. واستناداً إلى ما تقدّم، هل نشهد تحوّلاً في مسيرة العلاقات الإيرانية - الأميركية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل