Memuat...

الأحد، يناير 01، 2012

هل يستطيع المالكي جمع اوباما واحمدي نجادي في بغداد ؟؟

اعلم ان هذا العنوان والموضوع سيثير البعض , واعلم ايضا ان هناك من سيتوجع لو تحقق الامر على ارض الواقع واعلم ايضا علم اليقين ان ملف العراق خصوصا لن يستقر به مقام الاستقرار الا بحل الاشكالات المتراكمة بين الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية ايران الاسلامية ومن يمحي من ذاكرته ان العراق وقع ضحية هذه الاشكالات منذ قيام الثورة الاسلامية حتى اليوم مرورا بحرب الثمان سنوات التي زج فيها العراق عبر اقذر طاغية ارعن كمدافع عن الحقد التكفيري ومصد دموي لما اسموه بتصدير الثورة يقصدون منها انتشار مذهب اهل البيت عليهم السلام وتعتبره الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب والمنطقة خصوصا اسرائيل بانه تهديد لامنها ووجودها فهو انما احد اثنين اما متهاون مسترخص للدماء التي سالت نتيجة هذه الاشكالات وآثارها المريعة او انه احمق جاهل كالنعامة التي تضع راسها في الرمال ..

ولم لا يبدأ العراق عهدا جديدا من السياسة المؤثرة عبر اطلاق العنان لعنفوانه المكبوت ومارده المقيد واخذ زمام المبادرة والفعل بدل من دوامة ردود الافعال التي سار عليها طوال عقود كان على الدوام يدفع الثمن غاليا فيما تنطلق الدول الاقليمية خصوصا الخليجية منها لبناء استقرارها السياسي والامني والاقتصادي وفق منهج نحن لنا البقاء ولغيرنا الفناء ..

ان كانت امريكا الشيطان الاكبر وهي كذلك فالله سبحانه وتعالى حاور الشيطان ولان الشيطان الرجيم كان من المغضوب عليهم لانه تمرد على رب العزة وخالق كل شئ فقد انتهى الحوار معه الى ان يتحدى الله باغواء من ضل عن سبيل الله فيما تعهد الله ان لايمنحه السيطرة على عباده المؤمنين ومن هذه العبرة نستطيع ان نقول ان الحوار مع من تشيطنوا ومن غلبوا مصالحهم على مصالح الاخرين ممكن ترويضهم وهو امر ممكن وان قيل في هؤلاء الامريكان اوصاف معينة فمن الممكن القول ايضا ان الروس او الصين او اي دول اخرى لديها ذات المواصفات وهي ايضا تفكر ببراغماتية واضحة ومصالحها تكمن في شقين الاول الامتيازات الاقتصادية والمالية التي تجنيها من ايران والوضع المتازم وايضا هناك حسابات يمكن وضعها تحت اطار عدو عدوي صديقي , فاذن حتى هؤلاء وهم لديهم عقائد تصل الى مستوى الكفر بالله وهم ايضا من الذين اممكن تصنيفهم عقائديا بانهم اتباع الشيطان لانهم لم يعلنوا الانتماء والولاء الى الاسلام المحمدي فانهم ينطبق عليهم ماينطبق على الامريكي ولهذا ولا اريد الدخول في غير الامر قيد الطرح والشأن السياسي فانا ساورد كم الفوائد التي ستتحقق للعراق لو استطاع التوسط في ملف الاشتباك الامريكي الايراني المضر بالعراق منذ زمن طويل , وهو العراق مايهمني هنا ومصالحه ولا غير ذلك وهي فوق اي شئ اخر " حتى لايزايد علينا السفهاء " ..

اولا لاطرح هذا السؤال وهو هل يستطيع المالكي كرئيس للحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطيا ان يجمع الرئيسين اوباما واحمدي نجاد على طاولة مثلثة في بغداد ؟؟
الجواب باختصار هو نعم لان رئيس الحكومة العراقية ومن ورائه من ثقل في العراق لهم علاقات جيدة جدا مع الطرفين وهذا الامر يجعل من السهولة بمكان اقناع الطرفين بضرورة الجلوس للحوار وفق مبدأ مهم وهو ان يتم الحوار بدون اي شروط مسبقة وان يكون فاتحة لمفاوضات جادة تحسم القضايا الخلافية او ان تصل بها الى اضيق نطاق من الاختلاف ولاضير ان لاتحل كل المشاكل على ان تنتهي المفاوضات الى هدنة طويلة الامد مقننة بضوابط لاتنتقص من حقوق اي طرف ولاتخل بتوازن القوة الذي اجل حربا تلوح دائما في الافق ولاتشتعل ..

السؤال الاخر وهو ماهي مصلحة العراق من جمع الطرفين ولن اخوض في مصالح ايران وامريكا ان تحقق مانتمناه من هدنة او نهاية لهذا التوتر فانا كعراقي اتحدث سياسة كعراقي ويهمني هنا ماسيجنيه العراق من هذه المهمة الانسانية التي اعتبرها نبيلة ان حققت اهدافها المرجوة ولن يفشل اي باحث في معرفة ماسيجنيه الطرفان الايراني والامريكي من فوائد هي ليست مجال بحثي هنا وان كان من الضروري توضيحها لتكون امام انظار تلك الاطراف ولكني اعتقد جازما ان اوباما الذي ارسل في اول شهر من تدشينه للرئاسة رسالته الشهيرة الى القيادة والشعب الايراني لم يكن غبيا في طرحها بتلك القوة ولم يكن بغافلا عن ماستجنيه الولايات المتحدة من فوائد وايضا لا اغفل ان ايران سبق وان التقت قيادات امريكية في بغداد وتحت رعاية عراقية وجهود عراقية قادها في وقتها الراحل سماحة السيد عبد العزيز الحكيم والرئيس جلال الطالباني ورئيس الحكومة العراقية ولكنها توقفت لاسباب متعددة اهمها ان هناك جدار عالي بين الطرفين لم تتوفر الظروف لازالته او على الاقل التقليل من ارتفاع سقوفه الشاهقة واتمنى لو استطاع العراق فتح ثغرات في اسفل الجدار وبالتعاون والتنسيق مع الطرفين لكي ينفذ منها بصيص امل بحل سلمي يجلب الاستقرار للعراق والمنطقة ومن المؤكد ان ايران تعرف انها ستجني الكثير فيما لو حدث انفراج ما في ملف الاشتباك السياسي مع الولايات المتحدة ليس اقله الرعب الذي سيدب في اوصال المنظومة التكفيرية الحاقدة والتي تدفع 95% من ثرواتها من اجل ابادة الشيعة ولن تخسر امريكا ان استبدلت هؤلاء العاهات المريضة باخرين من جيل الشباب الاصلاحي ليحكم هذه الممالك مع الاحتفاظ بالعلاقات الاقتصادية والنفطية ..

ما سيجنيه العراق من هذا الحدث ان تم او حتى ان سعى فيه المالكي ولم يتم هو عدة فوائد الخصها بهذه النقاط :

اولا : ان نجح اللقاء في بغداد سيكون انطلاقة قوية للعراق لولوج خارطة العالم الجيوسياسية ومن اوسع الابواب وهو ماسيعزز موقعه المؤثر في الساحة الدولية كطرف مبادر لا ممارس لردود الافعال الغير مجدية .
ثانيا : سيكون العراق قد استطاع قبر اي مشروع مشبوه يراهن ويستغل هذه الخلافات بين الولايات المتحدة وايران لضرب العراق على اساس ان غالبيته متهمة بالولاء لايران وهم في غرفهم المغلقة ودوما يقنعون الامريكا ان لايثق بالشيعة في العراق ويجب ان ينظر اليهم كعدو يجب القضاء عليه او تحجيمه او اشغاله بحروب داخلية وخارجية طاحنة.
ثالثا : في حال استطاع العراق ونجح في ايصال المباحثات الى طريق مفتوحة امام اللجان المشتركة التي ستتابع حل القضايا بعد انفراج عقدة اللقاء المعقدة فانه سيفتح طريقا اخر جديد لتحصين الداخل امام الحقد الخارجي القادم من دول لاتريد للعراق ان ينهض من كبوته ويعود عملاقا يغير مجرى التاريخ ولايتغير الا نحو الافضل .
رابعا : سيضع العراق تلك الدول التي تطبل للرعب من الشيعة وهم حلفاء امريكا امام احراج كبير فهؤلاء عملاء ركع تحت السطوة الامريكية ولن يستطيعوا مناطحتها والتمرد على خياراتها ان هي حسمت قرارها بفك الاشتباك مع ايران الدولة الاقوى من الجميع في المنطقة .
خامسا : على العراق ان يدخل طرفا في منظومة الوضع الجديد العراق ايران امريكا وان يكون احد اهم اعمدته لما له من ثقل اقتصادي وجيوسياسي لايمكن تجاهله حتى لو تغيرت انظمة في الاقليم لانه اول من تحرر من نير الطغيان والحكم الدكتاتوري وساعدت امريكا في تعجيل ذلك ولايوجد مبرر للتغيير فيه بل هو من يغير حكامه وفق الاسس الديمقراطية وتبادل السلطة عبر الانتخابات الحرة ويجب ان يكون قدوة للاخرين .
سادسا : لدى العراق اوراق قوة مهمة بل غاية في الاهمية لايمكن للامريكي او الايراني تجاهلها وعليه ان يلعب هذه الاوراق بقوة الان وليس غدا واهمها انه باستطاعته ارباك الوضع الامريكي فيما لو تجاهل مصالح العراق لصالح المنظومة الاقليمية الدكتاتورية الموالية للامريكي على حساب الدم العراقي وامنه القومي والوجودي وهذه الاوراق يعرفها الامريكي الخارج لتوه من العراق بخفي حنين .

والاهم من كل ذلك ان تحقق اي انفراج في ملف التشابك الامريكي الايراني من المؤكد ان العراق اهم من يدفع خسائره ومنذ زمن طويل فأنه سيخرج الوطن والشعب من دوامة يستخدمها اقذر اعدائنا لابادته الا وهي سياسة تخوين الغالبية لاعتبارات مذهبية حاقدة لاتؤمن الا بمذهب الذبح والتدمير لكل ماهو رافض لطغيانهم لان الامريكان يستطيعون لجم حقد عملائهم مقابل ان لايستخدم العراق مالديه من اوراق مهمة .
نحتاج الى حركة غير طبيعية وخروج سريع وفوري لايقبل التاجيل من الدائرة المغلقة التي ندور بها ولطالما لدى الحقد التكفيري المال يدفع كرشى عبر صفقات مليارية تصب في الجيب الامريكي وثمنها دمائنا فعلينا ان نبحث في مصادر قوتنا واوراقنا وان ندخل المعركة كفاتحين مغيرين للواقع وهو امر ممكن الحصول الان وقد لاتاتي مثل هذه الفرصة فيما بعد وعلى ايران ان تتحرك ايجابيا مع مثل هكذا مبادرة وان تجرب الجلوس والحوار ولن تخسر شيئا من حوار ان كان الطرف الاخر مصر على لي الذراع لانها تدخله من موقع الند القوي يتمنى عدوهم الجلوس والحوار وفي كل الاحوال سيربح العراق كثيرا لانه كان طرفا يسعى لاطفاء الحرائق لا طرفا مشعلا لها كالاخرين يتمنون اشتعال الحرب ولايعلمون انها ان اشتعلت ستحرقهم اولا وستقذف بالمنطقة في اتون المجهول .

احمد مهدي الياسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل