اتسائل دوما ماذا يريد
الانسان من هذه الدنيا وبغض النظر عن دينه ومعتقده ومايؤمن به , وبالطبع ياتيني
الجواب هناك شقين او صنفين من الانام احدهم الحاكم والاخر المحكوم , وان استثنينا المحكوم
ومطالبه هي على قدر حجمه ومتطلبات حياته البسيطة وان تفاوتت في بساطتها ونوعها بين
الفقر المدقع يرضى من يعانيه باي قليل يسد رمقه وعياله وسقف يؤويه من طوارق
الطبيعة والاشرار , وبين الطبقة الغنية التي تطمح لزيادة ارصدتها وممتلكاتها لايقف
طمعها عند حد سوى حدود عدم تجاوزها للخطوط الحمراء التي يضعها الحاكم اي كان نوع
سلطته وطغيانه , واستثني هنا السلطة المعينة من قبل الله عز وجل وهم انبيائه
واوصيائه الزاهدين في الدنيا وملذاتها وجل طموحات وامكانات هذه الطبقة محدودة
وطبيعية لاتتعدى حدود الطمع بمتاع الدنيا الفانية, واما الطرف الاخر فهو الحاكم
الجائر السارق للخيرات ذلك الحاكم الذي يمكن وصفه بادق صورة كما هو حال طغاة هذه
الامة المُذل رعاعها بانه كالقرادة التي لاتستطيع العيش الا على امتصاص دماء
الضحية وضحايا الطغاة هم الشعوب الراكع اغلبها والمقهورة والمغلوبة على امرها وهم من
بقي من بقيتها الباقية يثورون هنا وهناك طلبا للعتق من ربقة السوق كالنعاج ..
مايهمني هنا ان اقتطع
مقطعا من التاريخ يبدأ من انطلاق الثروة النفطية في المنطقة العربية وبروز طبقة
الحكام الطغاة الجرب السراق لهذه الثروات الهائلة هي اكبر من حجمهم ببون شاسع
ولانها ثروة برزت وانطلقت تفور من باطن الارض بارادة الله سبحانه وتعالى وبقوة
واندفاع غير مسبوق لم يستطع هؤلاء الطغاة امتلاك نواصي الحكمة التي تقنن هذه
الثورات وتضعها في مواضعها الحقيقية المفترضة والذي حدث ان ان سرقوها وحملوها على
ظهورهم الهرمة ولسان حالهم تنطبق عليه الاية الربانية " كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ
أَسْفَاراً" يسرقون هذه الاموال لتذهب الى بنوك الغرب يعمرون بها اوطانهم
ويسبغون من خلالها على شعوبهم من خيراتها فيما يرمون الى هؤلاء الاجلاف الطغاة
القليل يبنون بها قصورهم ومنتجعاتهم ومواخير الفجور وان بنوا صرحا هنا اوهناك مما
نراه في دول الخليج كمثال فهو لايعدو ولايبتعد عن انه من ممتلكاتهم الخاصة صورة من
ابنية يبنيها الغربي لهم و يمنون على شعوبهم بان يعملوا فيها كخدم يزيدون من
مواردهم المزيد ومايجنيه الرعاع والرعية انما هو نزر يسير من كم هائل من الموارد
المنهوبة كان من العدل ان توزع عليهم بالتساوي لافرق بين هذا او ذاك لان مصدره
العطف الرباني اراد ان يمن على المؤمنين المستضعفين في الارض اقر انهم الوارثين
لها وماعليها ولكن سلبها من باع شرفه ولبس السمو باسم الدين والممالك والامارات ..
حينما نلتقي مفكري وعلماء وساسة ومسؤولي وعامة الناس في الغرب ونسالهم عن
مايجري في واقعنا , ونسالهم عن سبب نهبهم لخيراتنا وزرع الفتن ودعم الطغاة في
بلادنا يردون بالقول ان للنفط والدولار سحر لايقاوم والقانون لايحمي المغفلين وما
تروه من بناء وحضارة وتقدم عندنا انما هو من اموالكم التي اتخمت بها بنوكنا ونفطكم
الذي تبيعوه لنا ولاتقبضون ثمنه وان قبضتم الثمن فهو سلاح يقتل به بعضكم البعض
ولكن بايديكم في اغلب الاحيان واننا لانؤمن بالعاطفة حينما ياتينا كبير حكامكم الجاهل
ليسجد امامنا معلنا شعوره بالذل والنقص فنحن لانمتلك الا ان نقول له شكرا لك اذهب
الى بلادك وازرع لنحصد نحن المحصول وناكله بشراهة ولذة لاتوصف ..!!
انا اعلم انني انفخ في قربة مثقوبة ولكن دعوني القي الحجة عليكم واخاطباكم
انتم الشعوب الخليجية التي تحتها اكبر ثروة عرفها التاريخ البشري ولاسالكم هذا
السؤال غير الصعب وهو لماذا تقبلون على انفسكم ان يتحكم بكم هؤلاء الطغاة الاجلاف
يسرقون خيراتكم , تلك الخيرات التي او امسك الشرفاء بها لجعلوا هذه الامة وبين
ليلة وضحاها من اعظم الامباراطوريات في التاريخ تمتلك كل شئ وكل الخيرات منها التي
في الباطن ومنها التي تبرز على ارضنا من شرقها الى غربها , سبحان من نوعها وجعلها
كالقطوف الدانية ولكنهم اركعوكم و تقزمتم وتخدرتم وبترت اقدامكم وقصرت اياديكم
بسكين الطغاة لكي لاتقطفوها وتتنعموا بها
كما اراد الله تعالى ..
اخاطب هنا شعوب الخليج المخدرة واقول لهم ان الثورات اشتعلت في كل مكان وانتم
خنع نائمون مخدرون كانكم اعجاز نخل خاوية خانعة ذليلة تحتها النفط وهناك من يسكن احياء الصفيح قرب
اقدس بقاع الارض سلبها , ال الفسق والفجور اسمها وعنوانها وقدسيتها ورفعتها , واسموها
باسم عائلة مارقة فاجرة كبيرها جاهل عتل زنيم لايفقه قراءة سطر من لغة العرب ,وتلك
الثورات بدات بطاغية العراق ولن تنتهي الا بزوال اخر جلف ارهابي مترف سارق ومارق فاسق
وتلك سنة اقرها الله تعالى في محكم تنزيله " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا
مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً"
فهل انتم مسلمون حقا ..؟؟
ان كنتم كذلك فهبوا والتحقوا بالثورات المشرفة لازالة هذه القمامة من على
ارضكم وتنعموا بما تحتكم من خيرات فحكامكم نعم امتلكوا كل شئ إلا الشرف فهل تقبلون
ان يحكمكم من لاشرف لهم ..؟؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم حذف اي تعليق يحتوي كلمات نابية ودعوة للارهاب والقتل